أعتراف مرير

أبى

لم اتذكر يوما انه ضرب او لام احدنا صغارا وكنت احبه كما تفعل كل ابنة مدللة
وفى الثامنة عشر كنت زوجة

زوجة شراء خواطر
زوجة اضطرارا للظروف
لا يهم الدوافع
المهم اننى دفعت احلى سنوات عمرى ضريبة ارضاء الاهل
واخذت من التعاسة نصيبى فى الحياة
وقد أكون داخليا حملت أبى سنوات تعاستى
فمنذ سنوات زواجى الاولى بعدت عنه تماما بمشاعرى

وزادت مشاعرى نفورا بعدما لمست مدى تعاسة امى وتقصيره معها
و تحولت تلك المشاعر

(سامحنى الله ) الى مشاعر كراهية
ورغم هذا حرصت ان أؤدى فرائض ربى تجاهه ...
أقبل يديه وأسال عنه بلا حب

و ابدا لا اتسامر معه .. بل اتجنب ذلك تماما .. والاجابة دائما بمقدار السؤال دون ان افتح له قلبى ابدا

...................
ومع تقدم سنه ووفاة امى رحمها الله بدأت الكراهية تتوارى تماما وان لم استطع ان احبه كما تحب الابنة ابيها

...............
ومنذ اكثر من 3 سنوات انتقل معى لان ظروفى انسب له
ارعاه واقوم بكل واجباته على وجه اكمل بلا سعادة من جانبى

.................
ومنذ فترة بدا الجسد يضعف ويأخذ منه الشيب مأخذا وبدأ قلبى يتحرك بالألم من اجله وأتعاطف معه
يريدنى بجانبه نحكى ذكريات الماضى عشرات المرات يوميا
ووجدتنى أجلس بجانبه بلا تململ سابق أذكره وأحاول ان اسعده واحقق له ما يريد

.............
يوم الجمعة الماضية بدأ أول أيام عامه التسعين
سامحته من قلبى على سنوات عذابى

ودعوت الله شاكرة

ان أعطانى الفرصة لتطهير قلبى فى حياة ابى وحمانى شر الندم بعد فوات الاوان

دعوت لأبى بالصحة وطول العمر
قلبى لا زال يتألم على مشاعر سابقة تجاهه ادعو الله ان يغفرها لى

اكتب اليوم لاقول

لكل شاب وفتاة
رجل وامرأة

مهما عملا الوالدين من سلبيات
مهما تسببا فى اذى نفسى او مادى للابناء
فابدا ابدا لا تعوقوهما
ابدا لا تلوموهما
حسابهما عند الله
ومن الافضل ان ندعوه ليسامحهما
وواجبنا فقط حبهم ورعايتهما

حتى .........اخر........ العمر
وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً